تهدف هذه الدراسة للتعرف على المؤرخ الكبير محمد بن جرير بن يزيد الطبري (ت 310هـ/922م)، وكتابه المشهور تاريخ الرسل والملوك(تاريخ الطبري)، وشخصية الطبري مسبوقًا بمقدمة عن التاريخ الأموي والمؤرخين، حيث تناولت الدراسة مكانة الطبري من حيث اسمه وطلبه للعلم ورحلاته بين المدن الإسلامية، والتقائه ببعض المؤرخين والأخباريين الذين كان لهم مكانتهم في تلك المناطق ، ثم تناول البحث موقف الطبري في كتابه تاريخ الرسل والملوك من التأريخ للدولة الأموية، وبلاد الشام سواء من حيث اعتماده على موارد شامية في أخباره، ثم حجم المادة التي قدمها عن الأمويين وبلاد الشام قبل الدولة الأموية وأثناءها وبعدها. وتوصلت الدراسة إلى أن الطبري لم يكن محايدًا في تناوله لتاريخ الأمويين وبلاد الشام، على عكس الأطروحات السابقة التي تؤكد حياده، وأن هذا الانحياز ظهر في كمية المادة المقدمة عن الشام والأمويين مقارنة بما قدمه عن العراق والعباسيين، وأنه تعمّد إهمال الموارد والمصادر الشامية لحوادثه.وذلك بسبب انطلاقه من النظرة المركزية التي يعتمدها في كتابته للتاريخ الإسلامي.