كانت العقود الوسطى فى القرن الرابع عشر عقودا صعبة بشكل خاص بالنسبة للحركة الصليبية.و لعبت الحروب الصليبية دورا محوريا فى ما نسمية اليوم بالحياة السياسية : فالباباوات قد إستخدموا الحرب الصليبية كفرصة و مبرر لتدخل بابوى واسع الإنتشار فى الشئون الزمنية ، كما إستخدمها الحكام العلمانيون فى السعى لتحقيق مصالحهم الخاصة. وكانت الحملات الصليبية التى شنها الباباوات فى القرن الرابع عشر ، يخوضها أساسا محاربون محترفون تدعمهم مبالغ مالية ضخمة من الضرائب الكنسية ، و فى بعض الأحيان تساندها حملات تبشيرية ناجحة بمنح الغفران. وحظيت الحملة الصليبية التي قام بها أسقف نورويتش هنرى سبينسر في سنة 1383 ضد الفلاندر بتشجيع من البابا أوربان السادس ، كحركة موجهة ضد مؤيدى البابا كلمنت السابع. أصدر البابا أوربان السادس مرسوما بإعلان الحملة الصليبية على الفلاندر ، و منح هنرى سبنسر صلاحيات غير عادية لإنجاز مهمتة. و شجع الملك الإنجليزى ريتشارد الثانى هذه الحملة. و حازت الحملة على تأييد شعبى في جميع أنحاء إنجلترا. وكانت هذه الحملة على حد قول البعض رحلة من أجل السلب و النهب ، و حملت في طياتها الفشل و الهزيمة . فكان قادة الحملة و على رأسهم هنرى سبينسر همهم في المقام الأول ليس نصرة البابا ، و لكن السلب و النهب و التدمير و الحصول على الأموال و الغنائم. أما البابا فكان لا يفكر الا في مصلحتة الشخصية بعيدا عن مصالح الشعب المسيحى الذى يثق فية كرجل دين. أما شعب الفلاندر فتم تدمير أراضية و نهبها لتحقيق مصالح بعيدة كل البعد عن الدين