الصناعات في مدينة ثاج في الفترة ما بين القرن الثالث قبل الميلاد وحتى القرن الثالث الميلادي دراسة تاريخية حضارية في ضوء المكتشفات الأثرية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ التاريخ القديم المساعد بقسم التاريخ والآثار بجامعة الملك خالد

المستخلص

شكلت الصناعةُ اليدوية أحدَ الموارد الاقتصادية المهمة التي ساعدت في رفع المستوى المعيشي في مدينة ثاج في عصورها القديمة، وأسهمت بشكل أو بآخر في تطوير الأنشطة الاقتصادية الأخرى، فرغم اشتغال سكانها بالتجارة؛ بحكم موقع مدينتهم على طرق القوافل التجارية في شمال شرق شبه الجزيرة العربية، إلا أنهم– فيما يبدو- قد حققُوا تقدمًا ملحوظًا في مجال الصناعات اليدوية، ويتضح ذلك من خلال اللقى الأثرية السطحية، وما تم حفظه منها ضمن الأثاث الجنائزي في مدافن المدينة.
وبناءً على العدد الكبير من اللقى الأثرية المكتشفة أكدت أن مدينة ثاج غدت بمنزلة مدينة صناعية في القرن الثالث قبل الميلاد، وأصبحت قادرةً على تلبية احتياجاتها، واحتياجات المراكز الأخرى، وقد استمر هذا النشاط الصناعي قائمًا ونشطا بها حتى مطلع القرن الثالث الميلادي؛ مستفيدة في ذلك من عوائد أرباح التجارة، وما حملته القوافل من المواد الخام التي استخدمتها في صناعاتها المختلفة، إلى جانب وفرة بعض الموارد الطبيعية التي كانت دافعا في توجه السكان للاستقرار بها؛ ومن ثم الاستعانة بها في الصناعة كالحجر الكلسي والجيري، والملح، والطين، إلى جانب وفرة المياه التي تُعَدُّ من أهم عوامل الاستقرار لأي شعب من شعوب العالم، وأسهم في الوقت ذاته في تعدد الصناعات في ثاج.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية