ليبيا في الأمم المتحدة من الإحتلال والتمزق الي الإستقلال والوحدة (١٩٤٩-١٩٥١م)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الآداب، جامعة المنصورة

المستخلص

من الحقائق المثيرة واللافتة للانتباه أن ليبيا كما وقعت في البداية تحت سيطرة الاستعمار نتيجة للعبة القوى، فقد حصلت في النهاية على استقلالها بفضل صراع القوى، ففي الحالة الأولى كان عصر الاستعمار القديم في ذروته، أما في الثانية فقد كان عصر الاستعمار الجديد على الأفق.
لم تكن قضية التحرر في ليبيا مجرد كفاح وطني داخلي، بل كانت أرضه في الواقع مثالا يجسد التنافس الاستعماري الإستراتيجي الغربي، تبلورت فيه بوضوح أهمية ما يمثله الموقع الجغرافي المتميز على البحر المتوسط للمصالح الإمبريالية في المنطقة العربية ككل، وعندما اشتد الصراع بين المتنافسين من قوى الشرق والغرب والشعب المقهور، أدرجت قضية ليبيا في ملفات هيئة الأمم المتحدة، لتشهد ساحتها تطاحن القوى والأيديولوجيات، إذ كانت الشيوعية في أوج قوتها الفكرية تبحث عن ساحة جديدة لتطبيق نظريتها، وأيضا كان الغرب الرأسمالي في أوج انتصاراته العسكرية بعد اندحار دول المحور.
وهكذا تطورت الحركة الوطنية الليبية في وجه الأطماع الاستعمارية السافرة وأصبحت مصرة على استبعاد الاستعمار الإيطالي بأي ثمن، ورفض الوصاية بأية صورة والسعي إلى الحصول على الاستقلال التام ووحدة تراب الوطن بأكمله، وفى ضوء رفض الليبيين المطلق لعودة إيطاليا، اقترح الإتحاد السوفييتي أن تكون له الوصاية على طرابلس بدلاً من إيطاليا وكان في هذا ما يكفى لأن يسارع الغرب باقتراح الاستقلال التام لليبيا لا رغبة في استقلالها ولا حبا في سواد عيونها، ولكن إبعاداً للاتحاد السوفييتي واستبعاد خطر تسلله إلى البحر المتوسط، وهكذا يتضح أنه بتنازع الدول الاستعمارية ترتب عليه استقلال ليبيا وتوحدها.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية