تختلف حياة السلاطين عن حياة الناس الإعتيادية في موائدهم ، والمكان الذي تجهز فيه ، ومن يقوم بتجهيزها ، وفي خصوصية وتنوع الأطعمة التي تقدم فيها وكثرتها ، لذا كان المطبخ السلطاني المملوكي أحد الأمثلة التي تعكس هذه الحياة من خلال ما يقدمه من أطعمة وأشربة . ويلحظ الباحث كثرة القائمين على المطبخ السلطاني والمشرفين عليه ، وهو أمر يدل على أهميته في حياة السلاطين الخاصة والعامة ، ويشكل مادة بحثية حق أن ترصد لأنها توضح جزءاً أصيلاً لما كانت عليه حياة السلطنة المملوكية من ترتيب إداري متقن ، فضلاً عن كونها تعكس إحدى الصور المهمة إجتماعياً وإقتصادياً ، لذا فإن تناول البيوت السلطانية التي يشكل المطبخ السلطاني جزءاً منها زمن المماليك ، ثم تناول المطبخ السلطاني وأحواله ، وما يتعلق بالمشرفين عليه ، والعاملين فيه يشكل جزءاً لافتاً لحياة سلاطين المماليك وما كانت عليه من ترتيب ورفه ، وسوف نقوم بتتبع ذلك على قدر ما تسعفنا به مصادر العصر المملوكي وما نستطيع رصده من مصطلحات متعلقة بالمطبخ السلطاني .