استغلال هنرى الأول ملک إنجلترا لقضية زوجات ومحظيات رجال الدين (1100-1135م)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الآداب بجامعة دمنهور

المستخلص

طالما کانت الکنيسة هى عروس السيد المسيح التى تشدد آباء الکنيسة شرقاً وغرباً فى اختيار رجالها، فألزمت رجال الکنيسة بالعفة والعزوبية على الرغم من أن المسيح والآباء الرسل لم يفرضوها على أحد وترکوا المجال لحرية الاختيار. إلا أن الکنيسة منذ القرون الباکرة وحتى نهاية العصور الوسطى سواء الکاثوليکية أو الأرثوذکسية کان لها موقف لم تتزحزح عنه ، ولاحقت رجال الدين بالقوانين الکنسية الملزمة لمنع زواجهم أو امتلاکهم لجوارى ومحظيات ، بل وإبطال الزيجات القائمة بالفعل لرجال الدين؛ حتى وإن کانت قبل دخولهم فى خدمة الکنيسة.
بيد أن التحکم فى غريزة رجال الدين لم يک سهلاً ؛ وکانت مقاومتهم تتفاوت باختلاف قدرتهم على تحمل وقبول العفة والبتولية، ومن هنا تم رصد موقف رجال الدين فى إنجلترا الذين تحايلوا على قوانين الکنيسة وبحثوا عن ثغرات لشرعنة امتلاکهم لزوجات ومحظيات، فتجاهلوا قرارات البابوية واحتموا بملوک تلاعبوا بهم واستخدموهم کسلاح فى صراع الدولة والکنيسة. وکان هدف رجال الدين من ذلک کله حماية غرائزهم الجسدية أو لتوريث مناصبهم الکنسية لأبنائهم ، ولهذا قدموا تنازلات فادحة لملوک إنجلترا بعامة والملک هنرى الأول بخاصة، وقد مکنته هذه التنازلات من استغلال قضية زوجات ومحظيات رجال الدين ماديا ومعنويا وسياسيا؛ فتلاعب بجميع الأطراف سواء المؤيدة أو المعارضة ، بهدف منع البابوية من التسلل إلى إنجلترا بزعم الاصلاح الکنسي أو مراقبة شئون الکنيسة وعلاقات رجال الدين. وما بين استغلال الملک هنرى وتمسک البابوية بالإصلاح الکنسى لضبط العلاقات النسائية لرجال الدين الإنجليز، کان الشد والجذب الذى جعل مشکلة زواج رجال الدين بمثابة نار تحت الرماد، انتهت بإنقلاب الکنسية الإنجليزية على البابوية والعقيدة الکاثوليکية .

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية