الأخشاب ومنتجاتها في مصر البيزنطية (284 - 641م)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم التاريخ - کلية الآداب - جامعة المنيا

المستخلص

تعد الأخشاب والصناعات القائمة عليها من الجوانب الحضارية المهمة في تاريخ مصر طوال ‏عصورها، ومنها العصر البيزنطي، حيث تعددت مصادر الأخشاب؛ ما بين الأشجار المحلية والأجنبية، ‏واهتمت الدولة خلال تلک الفترة بحماية الأشجار، وحثت على عدم القطع الجائر لها، وشجعت على ‏غرسها على ضفاف الترع والأنهار، وفي الوقت نفسه سمحت باستيراد العديد من الأخشاب الأجنبية؛ لسد ‏حاجة السوق المتزايدة، ومن ثم برع النجارون في صنع المنتجات الخشبية، ومنها السفن والأثاث والتوابيت ‏وآلات الزراعة والصناعة والقطع الفنية الخشبية، وانتظموا في نقابات خاصة بهم، وبدورها قامت تلک ‏النقابات برعاية مصالح النجارين، وحرصت على جمع الضرائب المقررة عليهم لصالح الدولة.‏
هذا وقد استمرت أهمية مصر الاقتصادية کأحد أهم الولايات التي کانت تابعة للإمبراطورية ‏الرومانية خلال الحقبة البيزنطية، کما کان الوضع عليه في الحقبة الرومانية، وعقب انتهاء فترة ‏الاضطهادات – التي استمرت خلال القرون الثلاثة الأولى للميلاد، حيث لم ينعم المسيحيون ‏بالاستقرار؛ نتيجة لتعرضهم للاضطهاد - غداة إصدار الإمبراطور قسطنطين مرسوم ميلان عام 313م ‏انطلق المصريون للعمل في الصناعات المختلفة، التي منها صناعة المنتجات الخشبية، حيث ورث ‏المصريون في العصر البيزنطي من أسلافهم – في العصور القديمة- أسرار صناعة الأخشاب، ‏وخاصة بعد أن أصبحت المسيحية هي الديانة الرسمية للإمبراطورية، ومن ثم کان هناک حرکة لتحويل ‏المعابد الوثنية إلى کنائس، وأصبحت هناک حاجة ماسة لتوفير الأثاث الخشبي المناسب لتلک الکنائس، ‏وبالتالي فقد لعبوا دورًا عظيمًا في المحافظة على التقاليد الفنية والصناعية في مجال صناعة الأخشاب، ‏وغيرها من الفنون والصناعات التي کانت سائدة في مصر آنذاک.‏

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية